![]() |
تاريخ الباسكن تشيزكيك |
حين يُحرق الوجه وتُولد الأسطورة
من قلب إقليم الباسك في إسبانيا، وتحديدًا في مدينة سان سيباستيان الساحرة، وُلدت واحدة من أكثر أنواع التشيز كيك تميّزًا في العالم: الباسكن تشيز كيك. على عكس النسخ الأمريكية الكلاسيكية، لم تسعَ هذه الحلوى للكمال الشكلي أو القوام المتماسك؛ بل احتفت بالعيوب، وجعلت من القشرة المحروقة والتشققات اللامعة علامة تميّز.
لكن، ما قصة هذه الحلوى التي قلبت مفاهيم الحلويات رأسًا على عقب؟
الولادة في "La Viña"
في عام 1990، افتتح الشيف سانتي سانشيز مطعمًا بسيطًا في حي البلدة القديمة لسان سيباستيان يُدعى La Viña. ومع الوقت، قرر تقديم وصفة تشيز كيك مختلفة عن المألوف: من دون قاعدة بسكويتية، يُخبز مباشرة بدرجة حرارة عالية حتى يتحول سطحه إلى لون بني داكن، بل أسود في بعض الأحيان.
لم تكن الوصفة معقدة: جبن كريمي، بيض، سكر، كريمة، وقليل من الدقيق. ومع ذلك، كانت النتيجة لافتة: قوام مخملي من الداخل، وقشرة داكنة مكرملة تغلف الطعم بطبقة من التناقض.
الزبائن وقعوا في حبها، وسرعان ما أصبح "تشيز كيك لا فينيا" طبقًا لا يُفوت.
رحلة من الحي القديم إلى مواقع التواصل العالمية
لم يبقَ هذا الطبق سرًا في زوايا الباسك طويلًا.
مع بدايات القرن الحادي والعشرين، بدأت أصوات محبي الطعام والمدونين في نقل تجربة باسكن تشيز كيك إلى الإنترنت، مدعومة بصور جذابة لسطحها المحروق وقوامها الكريمي. ثم، جاء الانفجار الكبير خلال جائحة كورونا، حين بدأ الناس في المنزل بتجريب وصفات جديدة، واكتشفوا أن الباسكن تشيز كيك سهل التحضير مقارنة بأنواع أخرى.
من طهاة Michelin في نيويورك وطوكيو إلى مقاهي حيّك المحلي، تسابقت المطاعم لتقديم نسختها الخاصة. في اليابان، أُعيد ابتكارها بلمسة شاي الماتشا. في كوريا الجنوبية، ظهرت نسخة باليقطين والقرع. وفي الخليج، دخلت النكهة العربية على الخط بإضافات مثل الزعفران والفستق.
لماذا يحبها الجميع؟
ربما لأنها لا تسعى للكمال. لا تحتاج إلى قاعدة بسكويت متقنة، أو خبز في حمام مائي، أو حتى تبريد طويل. هي حلوى تحتفي بالعفوية والحرارة العالية والسطح "المحروق" الذي يعكس الجرأة والاختلاف.
كما أنها تُناسب كل الذوقيات: يمكن أن تُقدّم باردة أو دافئة، مع فواكه أو بدون، وحتى مع رشة ملح البحر لمن يحبون التباين.
من وصفة محلية إلى إرث عالمي
الباسكن تشيز كيك اليوم ليست مجرد وصفة؛ إنها ظاهرة. رمز لثورة الطعام البسيط، ودرس في أن الجمال يكمن أحيانًا في العيوب. تحولت من طبق محلي إلى عنصر دائم في قوائم الحلويات الفاخرة، ومن تجربة سياحية إلى مشروع منزلي ينتشر على إنستغرام وتيك توك.
لكن رغم كل الانتشار، يبقى لها منزل واحد أصيل: مطعم "لا فينيا"، حيث تُخبز حتى اليوم بنفس الطريقة، وتُقدَّم على أطباق بسيطة، وسط رائحة القهوة الإسبانية وهمسات الزوار.
![]() |
مطعم La Viña |
من مطعم محلي La Viña إلى أسطورة عالمية في الحلويات
1. ارتفاع كبير في عدد الزوار
بعد أن بدأت وسائل الإعلام والمدونون والمواقع العالمية (مثل New York Times وEater وInstagram وTikTok) في الحديث عن "باسكن تشيز كيك لا فينيا"، تدفق السياح من كل مكان إلى مدينة سان سيباستيان، فقط لتذوق هذه الحلوى من مصدرها الأصلي.
اليوم، من النادر أن تمر بالمطعم دون أن ترى طابورًا ينتظر دوره في تجربة التشيز كيك الشهير.
2. تحول في هوية المطعم
في الأصل، كان La Viña مطعمًا يقدم أطباقًا باسكية تقليدية، مثل التاباس والأسماك المشوية. لكن الآن، أصبح يُعرف عالميًا باسم "معبد الباسكن تشيز كيك".
رغم أن قائمة الطعام ما زالت تقدم الأطباق الكلاسيكية، إلا أن معظم الزوار يأتون من أجل التشيز كيك بالتحديد، وبعضهم يطلبه دون أن يتناول أي طبق آخر.
3. زيارات من طهاة عالميين
كثير من كبار الطهاة حول العالم، مثل Massimo Bottura وDavid Chang، زاروا المطعم ليتذوقوا هذه الأسطورة. بعضهم حاول تقليدها في مطاعمه، والبعض الآخر أضاف لمسات جديدة مستلهمة منها، لكنهم جميعًا أجمعوا على أن الأصل في La Viña له طعم مختلف لا يُنسى.
4. زيادة الطلب على الوصفة
مع الانتشار، بدأت طلبات الصحافة والمدونات تنهال على المطعم للحصول على الوصفة الدقيقة. الطاهي سانتي سانشيز لم يمانع في مشاركتها، بل كان كريمًا في شرح خطواتها، إيمانًا منه أن الطعم لا يكمن فقط في الوصفة بل في الروح التي تُصنع بها.
5. دروس في التسويق غير المقصود
الغريب أن La Viña لم يضع خطة تسويق عالمية، ولم يدفع لأي إعلانات. الشهرة كانت طبيعية، عضوية، مبنية على ذوق الناس الحقيقي وانتقال التجربة من شخص لآخر. وهذا ما أعطى نجاحه طابعًا نقيًا ومستدامًا.
وبالرغم من أنه بإمكانك تجربة نسخ عديدة حول العالم، إلا أن لكل من زار La Viña يقول:
"هنالك شيء خاص في أول قضمة من التشيز كيك عندهم... ربما هو الجو، أو الروح، أو مجرد الطهي على الطريقة القديمة."
1. ارتفاع كبير في عدد الزوار
بعد أن بدأت وسائل الإعلام والمدونون والمواقع العالمية (مثل New York Times وEater وInstagram وTikTok) في الحديث عن "باسكن تشيز كيك لا فينيا"، تدفق السياح من كل مكان إلى مدينة سان سيباستيان، فقط لتذوق هذه الحلوى من مصدرها الأصلي.
اليوم، من النادر أن تمر بالمطعم دون أن ترى طابورًا ينتظر دوره في تجربة التشيز كيك الشهير.
2. تحول في هوية المطعم
في الأصل، كان La Viña مطعمًا يقدم أطباقًا باسكية تقليدية، مثل التاباس والأسماك المشوية. لكن الآن، أصبح يُعرف عالميًا باسم "معبد الباسكن تشيز كيك".
رغم أن قائمة الطعام ما زالت تقدم الأطباق الكلاسيكية، إلا أن معظم الزوار يأتون من أجل التشيز كيك بالتحديد، وبعضهم يطلبه دون أن يتناول أي طبق آخر.
3. زيارات من طهاة عالميين
كثير من كبار الطهاة حول العالم، مثل Massimo Bottura وDavid Chang، زاروا المطعم ليتذوقوا هذه الأسطورة. بعضهم حاول تقليدها في مطاعمه، والبعض الآخر أضاف لمسات جديدة مستلهمة منها، لكنهم جميعًا أجمعوا على أن الأصل في La Viña له طعم مختلف لا يُنسى.
4. زيادة الطلب على الوصفة
مع الانتشار، بدأت طلبات الصحافة والمدونات تنهال على المطعم للحصول على الوصفة الدقيقة. الطاهي سانتي سانشيز لم يمانع في مشاركتها، بل كان كريمًا في شرح خطواتها، إيمانًا منه أن الطعم لا يكمن فقط في الوصفة بل في الروح التي تُصنع بها.
5. دروس في التسويق غير المقصود
الغريب أن La Viña لم يضع خطة تسويق عالمية، ولم يدفع لأي إعلانات. الشهرة كانت طبيعية، عضوية، مبنية على ذوق الناس الحقيقي وانتقال التجربة من شخص لآخر. وهذا ما أعطى نجاحه طابعًا نقيًا ومستدامًا.
الختام :
La Viña لم يصبح فقط مطعمًا شهيرًا، بل تحول إلى علامة ثقافية عالمية. الباسكن تشيز كيك التي خرجت من أفرانه أصبحت رمزًا لفلسفة الطهو البسيط، والمذاق الأصيل، والعفوية التي تتفوق على التكلف.وبالرغم من أنه بإمكانك تجربة نسخ عديدة حول العالم، إلا أن لكل من زار La Viña يقول:
"هنالك شيء خاص في أول قضمة من التشيز كيك عندهم... ربما هو الجو، أو الروح، أو مجرد الطهي على الطريقة القديمة."