منظمة الصحة العالمية 2025 |
حين نأكل طبقاً لذيذاً أو نرتشف كوباً من الماء، قلّما نتساءل: من يضمن لنا أن هذا الغذاء آمن؟ من يضع المعايير التي تمنع الملوثات من التسلل إلى طعامنا؟
الجواب باختصار: منظمة الصحة العالمية – WHO.
من هي منظمة الصحة العالمية WHO؟
تأسست منظمة الصحة العالمية عام 1948، وهي إحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة، ومقرها في جنيف، سويسرا.
تهدف إلى تحقيق الصحة المثلى لجميع البشر، ولا تقتصر مهمتها على المستشفيات والأوبئة، بل تمتد إلى كل ما يمسّ صحة الإنسان، وأبرزها: الغذاء.
لماذا تهتم WHO بالغذاء؟
الغذاء غير الآمن يقتل ملايين البشر سنويًا.
بحسب تقارير WHO:
600 مليون شخص في العالم يُصابون سنويًا بأمراض منقولة بالغذاء.
420 ألف وفاة بسبب تلوث الغذاء.
الأطفال دون سن الخامسة يمثلون 40% من العبء العالمي للأمراض المنقولة عن طريق الطعام.
لهذا تعتبر WHO الغذاء جزءًا من منظومة الصحة العامة.
ماذا تفعل WHO في مجال الغذاء؟
1. وضع المعايير واللوائح الدولية
بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة FAO، أنشأت WHO هيئة "الكودكس" Codex Alimentarius، وهي مرجع عالمي لوضع معايير سلامة الأغذية وجودتها.
مثال:
الحد الأقصى المسموح به من المبيدات في الفواكه
كمية المعادن الثقيلة المسموح بها في الأسماك
متطلبات بطاقة البيانات الغذائية على المنتجات
2. الاستجابة لحالات الطوارئ الغذائية
عند حدوث تسمم غذائي واسع أو اكتشاف مادة خطرة في منتج ما، تتدخل WHO وتنسق مع الدول لتحديد الخطر واحتوائه، كما حدث في حالات تفشي الإيكولاي أو السالمونيلا.
3. التوعية والتثقيف
تنظم WHO أيامًا عالمية مثل اليوم العالمي لسلامة الغذاء (7 يونيو) لنشر الوعي بأهمية الطعام الآمن، وتصدر دلائل عملية للمستهلكين والعاملين في مجال الغذاء.
هل تدخل WHO في السياسة الزراعية للدول؟
لا تفرض المنظمة سياسات، لكنها توصي وتدعم الدول بوضع أنظمة صحية تتماشى مع الدليل العلمي. كما تدعم الدول النامية في تحسين أنظمة سلامة الغذاء والتفتيش والمختبرات.
الجانب الإنساني لعمل المنظمة
في مناطق الأزمات والحروب، تتدخل WHO لتوفير الماء والغذاء الآمن للنازحين، وتنسق مع منظمات الإغاثة لضمان عدم تفشي الأمراض عبر الطعام أو الماء.
ملاحظات مهمة:
WHO لا تنتج الغذاء ولا توزعه، بل تشرف على سلامته.
لا تمتلك صلاحية إجبار الدول، لكنها تؤثر بقوة من خلال العلم والضغط الدولي.
التمويل
تعتمد منظمة الصحة العالمية في تمويلها على المساهمات السنوية للدول الأعضاء، والتي تُحتسب حسب قدرات كل دولة على الدفع. ومنذ عام 1951، حصلت على موارد إضافية من برنامج المساعدات الفنية الموسع التابع للأمم المتحدة، مما مكنها من توسيع نطاق أنشطتها في الدول النامية والناشئة.
العضوية
تضم منظمة الصحة العالمية 194 دولة عضوا، وتُمنح العضوية للدول التي تقبل دستور المنظمة وتلتزم بمبادئه. كما يمكن منح عضوية جديدة لدول أخرى شريطة موافقة جمعية الصحة العالمية بأغلبية بسيطة على طلب الانضمام.
وتحرص المنظمة على إبقاء الدول الأعضاء على اطلاع دائم بأحدث التطورات في البحوث الطبية والصحية، بما في ذلك مجالات السرطان وتطوير اللقاحات والأدوية والوقاية من الأمراض ومكافحة الإدمان وتحليل المخاطر المرتبطة بالمواد الكيميائية، وذلك عبر قنوات رسمية وتقارير علمية دورية، مما يسهم في توحيد الجهود العالمية نحو تعزيز الصحة العامة.
![]() |
انجازات منظمة الصحة العالمية و الغذاء الهاو |
في الختام: لماذا نهتم بها نحن كأفراد؟
كل وجبة سليمة نأكلها، وكل تحذير نسمعه عن تلوث غذائي، غالبًا ما تقف خلفه جهود منسقة بين الدول بقيادة WHO.
فإذا كنت مهتماً بعالم الأغذية، أو مستهلكًا حريصًا على صحة أسرته، فاعلم أن منظمة الصحة العالمية تعمل في الخفاء لتصل إلى مائدتك وجبة آمنة.
كل وجبة سليمة نأكلها، وكل تحذير نسمعه عن تلوث غذائي، غالبًا ما تقف خلفه جهود منسقة بين الدول بقيادة WHO.
فإذا كنت مهتماً بعالم الأغذية، أو مستهلكًا حريصًا على صحة أسرته، فاعلم أن منظمة الصحة العالمية تعمل في الخفاء لتصل إلى مائدتك وجبة آمنة.
المصادر